سرّ المرأة الذي لا يُقال !
بقلم / عادل الظنط
إذا أحبّت المرأة رجلاً، كان حبّها هذا اعترافاً خفيّاً بحاجتها إلى قوّته، وإن أنكرت بلسانها ذلك... هي لا تبوح، لأنّ الصمت عندها لغة أصدق من الكلام، ولأنّ الأنوثة تختبئ خلف ستار الغموض. لكنّها، في داخلها، تبحث عن رجلٍ يحميها من هشاشتها حين ينكشف سترها أمام الحياة، رجلٍ تُلقي عليه عبء ضعفها فتستقوي به..
هي لا تريد رجلاً يُلغي شخصيتها أو يتحكم بها كما يتحكم السيد بعبده، بل تشتاق إلى حضورٍ يشبه السند. إلى يدٍ تمتدّ لتلتقطها حين تتعثّر، إلى عينٍ يقظةٍ تخاف عليها من الزلل، وإلى قلبٍ واسعٍ يستوعب اضطراب مشاعرها. تريد قوّة تحبّها دون أن تطغى عليها، وصلابة تشبه الحنان، حازمة حين يلزم الحزم، وناعمة حين يأتي وقت اللين.
هذا ما يجعلها تميل إلى الرجل الصلب الذي تلتقي في شخصه القوّة والنبل، ذاك الذي تعرف أنّه يقف في مواجهة الحياة دون أن يتراجع، لكنه ينحني لها حين تحتاج حضنه. هو القويّ الذي لا يفرض سطوته، لكنه يفرض احترامه، الحنون الذي يعرف متى يكون صارماً، والعاقل الذي يحفظ أنوثتها من أن تذبل في ظلال قوّته.
وربما لذلك تعجب النساء بأبطالٍ يحملون في أرواحهم مزيج القوة والهدف النبيل، أولئك الذين لا يستخدمون بأسهم في الظلم، بل يعرفون أين ومتى يصبّون قوّتهم. هذا السرّ لا يُحكى، لأنه جزءٌ من فطرةٍ خُلقت عليها المرأة، وجزءٌ من لغزٍ تتقنه الأنوثة دون تعليم.
إنّها لا تقول هذا، بل تتركه للرجل الذي يفهم صمتها، لأنّ الأشياء التي تمسّ القلب لا تحتاج إلى شرح، بل تحتاج إلى من يقرأها كما هي، بلا زيادة أو نقصان.
ربما وبتلك المقدمة، أكون قد حللت أهم لغز منتشر في عالم التواصل، ولا أخفيكم أنه حصيلة تجارب ونقاشات.. فعندما تجد الفتيات يكرّشن على الملثم في القطاع، أو على الشرع في دمشق ، أو على أي بطل من هؤلاء ستفهم من تلقاء نفسك لماذا !!
فهؤلاء اجتمع فيهم الهدف النبيل , والقوّة التي تسخّر في مكانها الصحيح، فضلا عن اتزانهم ورفعة شأنهم.. بالطبع لن تميل لرجل يصيح ليل نهار بقوامته، ويزدري النساء كما يفعل الذكوريين
لانك ستجد هذه الأشكال قاعدة، لا تجرؤ على فتح فمها أمام أنظمتها، أشكال كهذه تعيش الاستضعاف أصلا، وتحاول انقاذ ما عندها من الرجولة كي تقول "أنا أقوى منك ، أنا قوّام عليك"


اترك تعليقك اذا كان لديك رساله بخصوص هذا الموضوع